بَعد ملك السعودية وولي عهده.. رئيس الإمارات وأمير الكويت ورئيس لبنان وملك البحرين وسُلطان عمّان يَغيبون عن “قمّة الجزائر”

أكدت وكالة أنباء “الأناضول” التركية، أن مصادر خاصة، أكدت لها، اليوم الأحد، أن الإعلان عن غياب ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان عن القمة العربية المقبلة بالجزائر يومي 1 و2 نوفمبر المقبل يرفع عدد القادة العرب الغائبين عن القمّة إلى ستة.

وقالت مصادر مقربة من لجنة التحضير للقمة إن العدد مرجح للمزيد وان  5 قادة عرب أبلغوا الجزائر، قبل بن سلمان، بتعذر مشاركتهم في القمة. وأضافت أن أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح لن يشارك في القمة، وسينوب عنه ولي العهد مشعل الأحمد الصباح، كما سينوب نائب رئيس الإمارات محمد بن راشد آل مكتوم عن رئيس البلاد محمد بن زايد آل نهيان.

ومن المرجح أن ينوب وزيرا خارجية سلطنة عمان والبحرين عن سلطان عمان هيثم بن طارق وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وفق المصادر. كما أفادت المصادر بأن الرئيس اللبناني ميشال عون لن يشارك في القمة العربية بسبب عقد مجلس النواب جلسات لانتخاب خلف له، حيث تنتهي ولايته في 31 أكتوبر الجاري.

ومساء أمس السبت، تأكد، بشكل رسمي، غياب الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، عن القمّة العربية التي ستعقد بالجزائر، بداية من الشهر المقبل، كما تأكد بشكل رسمي، غياب ولي عهده الأمير محمد بن سلمان عن القمّة.

وأكدت الرئاسة الجزائرية، أن الرئيس عبد المجيد تبون، تلقى، مساء اليوم، مكالمة هاتفية من الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية، رئيس مجلس الوزراء، أعرب له فيها عن تأسفه لعدم حضوره اجتماع القمة العربية التي ستنعقد في الفاتح نوفمبر بالجزائر، امتثالا لنصائح وتوصيات الأطباء بتجنب السفر.

هذا مع العلم أنه لحد الساعة لم يتضج بعد إن كان الملك المغربي محمد السادس سيحضر القمّة أم سيغيب عنها، مع العلم أن آخر قمّة عربية حضرها بشكل شخصي كانت في الجزائر سنة 2005، ومنذ ذاك الوقت فضل عدم الحضور للقمم العربية التي اعتبرها قمم بدون نتائج، وتفرغ للشأن الداخلي رافعا شعار “تازة قبل غزة”.

وفي غياب أبرز الزعماء العرب، يبدو ان القمّة العربية، لن تخرج بأي جديد يخص الشأن العربي لغياب أبرز القادة العرب عن حضورها، وهو ما بدأت العديد من الأوساط العربية تتداول أسبابه، لعل أبرزها محاولة الجزائر فرض تاريخ لعقد هذه القمة خارج التواريخ المحددة للقمم العربية السابقة، كما حاولت فرض إعادة سوريا إلى الجامعة العربية، وهو ما تعارضه دول مثل السعودية وقطر والمغرب، كما حاولت في بداية الأمر إقحام موضوع جبهة البوليساريو الانفصالية على أجندة القمة وهو ما رفضته كل الدول العربية أو النقاش في تفاصيله.

يُقابل ذلك، علاقات الجزائر الإقليمية التي لا تتوافق مع “الأمن القومي العربي” حسب الصحف الخليجية، أبرز هذه الملفات علاقة الجزائر بإيران التي مازالت تحتل ثلاث جزر إماراتية، وتدعم الحوثيين في اليمن، وتحاول فرض أجندتها المذهبية في العديد من الدول أبرزها البحرين.

كما أن هذه العلاقة سمحت بإيران للتوغل في شمال إفريقيا عن طريق سفارتها في الجزائر، حيث كشف وزير الخارجية المغربي في وقت سابق أن السفارة الإيرانية في الجزائر نسقت مع مليشيات جبهة البوليساريو لتدريب عناصرها على صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف، وسيتكفل بهذا عناصر من حزب الله اللبناني التابع مذهبيا وسياسيا لطهران، كما أكدت الجبهة الانفصالية، قبل أسابيع عن اقتراب إدخالها طائرات مسيرة لاستعمالها ضد الجيش المغربي في الصحراء، وهو نفسه ما تقوم به إيران مع الحوثيين بتزويدهم بطائرات مسيرة محلية الصنع لضرب أهداف داخل عمق السعودية والإمارات، وهو ما سيجعل الجزائر متورطة في تسليح البوليساريو بأسلحة إيرانية، حيث وصفها تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية بـ”وكيل طهران في شمال إفريقيا.

كل هذه الملفات وأخرى جعلت من القمة العربية في الجزائر “تفشل” قبل أن تبدأ، ولعل غياب حضور أبرز القادة العرب عن القمة سيجعل الجزائر تعرف حجمها الحقيقي في العالم العربي والملفات المشتابكة التي ورطت نفسها فيها والتي تتعارض مع أي مصالح مشتركة رفعتتها كشعار للقمة من خلال الحديث عن “لم شمل العرب” في هذه القمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *