رسالة إلى وزيرة السياحة من قلب مدينة الصويرة …

بقلم : محمد السعيد مازغ

شكرا لك السيدة نادية فتاح العلوي، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، على وضع مدينة الصويرة ضمن برنامج زيارتك التفقدية والتواصلية مع مهنيي القطاع السياحي وما يرتبط به من مهن وخدمات وأنشطة..

كنت تبدين اعجابا بمعالم مدينة الصويرة التاريخية، وانت تتلقين معلومات عن تاريخ المدينة، ومؤسسها  سيدي محمد بن عبد الله. وغير بعيد عنك، كنت أتابع خطواتك ، وإلى جانبك مسؤولي المدينة،  واسعى لفك طلاسم  ملامح وجهك، وارتياحك لما تتوفر عليه مدينة ” تاصورت موكادور” من مؤهلات سياحية، وجمال الطببعة، واعتدال الطقس ، وما تنعم به من أمن وسلام، وهدوء واحترام.

كنت اتأمل بدوري تلك المعالم. وأستحضر عظمة الأجداد،  وكيف لهذا الثرات الإنساني، وتلك المآثر التاريخية، ومعالم المدينة الزاخرة بالحياة أن تصمد مئات السنين في وجه تقلبات أحوال الطقس، وتعاقب الأزمان دون ان يمسسها سوء، أو تعبث بها الأيادي القذرة،

هل كان اجدادنا يتوفرون على اعداد المهندسين، ومكاتب الدراسات. والتقنيين، واللجن المختلطة  حتى تبقى تشييداتهم. ومبانيهم ذاكرة عصرهم. ومفخرة عصرنا.

وفي ذات الوقت تستفزني اسئلة المقاربة، واحدث نفسي:  _ما السبب في تعطل مجموعة من المشاريع  المعمارية رغم الميزانية الضخمة المخصصة لها؟  ولماذا لجأت بعض المؤسسات الى طرد عمالها، او إحالتهم على صندوق الضمان الاجتماعي رغَم المداخيل الخيالية التي كانت تجنيها قبل الاعلان عن الحجر الصحي؟

كيف السبيل لتحديد مكامن الخلل وتجاوز الأعطاب التي تحول دون تحقيق المشاريع والتطلعات المستقبلية.

وهل العروض السياحية المتوفرة مشجعة على تشجيع السياحة الداخلية؟

وما الفائدة من جولات الوزيرة المحترمة بطاقمها العريض، وما تكلفه مثل هذه الزيارات من ترتيبات أمنية وتنظيمية، واستعدادات بشرية من أجل إنجاح الزيارة الرسمية،  إذا لم تكن لديها مفاتيح حل الأزمة التي باتت تهدد بأفلاس العديد من المقاولات السياحية، ولست أدري كيف كان شعور السيدة الوزيرة وهي تحط قدميها في فنادق مصنفة خالية على عروشها من الزبائن، وهل سمعت أنين الصانع  التقليدي، وأصحاب البازارات ، ووكالات أسفار ، وعمال الصيد البحري التقليدي، الذين مازالت محلاتهم واشغالهم مغلقة إلى أجل غير محدد. وهم اليوم  يعيشون منحدرا  خطيرا يهدد اغلبهم بالفقر و الفاقة ، ولا أمل في الأفق بقرب انفراج الأزمة، او وجود حلول سحرية تضمن عودة السياحة الى تألقها في ظل استمرار جائحة كوفيد ، وإغلاق الحدود،

وهنا أتساءل عن كيفية تفعيل مخطط وزيرة السياحة الذي يرمي إلى النهوض بالقطاع، ويرتكز على الحفاظ بمناصب الشغل ووضع عروض بجودة عالية وتشجيع السياحة الداخلية، في ظل الكساد القاتل، وغياب السياح، ومنع ساكنة المنطقة الثانية من ولوج المنطقة الأولى، وتوقف النشاط الاقتصادي والاجتماعي ، واستمرار تهديد جائحة كورونا بالتفشي والاستمرار.

  كم كنت سأقتنع بمداخلة السيدة الوزيرة لو ركزت في مداخلتها على الحلول العملية التي تمكن من تشجيع المهنيين على الإستراتيجية الخاصة للنهوض بقطاع السياحة الداخلية الموجهة إلى المغاربة، والتشجيع على الاهتمام بالمنتوج المغربي و”التراث الثقافي لبلادنا”، ولكن يبدو ان الأجواء  سرقتها  للغرق في الحديث عن الاجراءات الاحترازية التي ينبغي اتخاذها تجنبا لتفشي وباء كوفيد 19. ومنها التباعد الجسدي، والكمامات، والتعقيم…. وهوهذه النصائح تدخل في باب تحصيل الحاصل ، لانها اصبحت تتردد حتى على كل الالسنة بما فيها ألسنة الأطفال الصغار، وان المهنيين كانوا يترقبون بتبشيرهم بالتخفيف من بعص الرسوم الجبائية، او إسقاطها، وفتح الحدود بين مدن المنطقة،1  و 2، و تقريب المنتوج السياحي للمواطن، وغيرها من الحلول الواقعية وليست تلك التي تتناقلها من لهم حظوة في التلدد بقشطة الف ليلة وليلة، أو من لم يكن لهم حظ في حضور لقاء دار الصويري، أو مرافقة السيدة الوزيرة في تفحصها للثرات الحضاري والثقافي لمدينة الصويرة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *