الرئيسية » في الواجهة » كذبة “مليونية الأحد”.. حين تفرض أقلية رأيها على ملايين المغاربة الملقحين …

كذبة “مليونية الأحد”.. حين تفرض أقلية رأيها على ملايين المغاربة الملقحين …

 

ابو عمر الصويري

ما تشهده الساحة المغربية حاليا من نقاش بين أقلية رافضة لاعتماد جواز التلقيح كشرط أساسي لولوج المرافق العمومية والخاصة، وبين أغلبية ساحقة من المغاربة الملقحين ضد فيروس كورونا، وصلت قرابة 24 مليون ملقح والعدد يواصل الارتفاع يوماً بعد يوم، يدفعنا لطرح عدة تساؤلات حول دوافع هذا الموقف الرافض الذي يبدو أنه نابع من أقلية.. ويحيلنا في الوقت ذاته إلى الاعتراف بأن المملكة بلغت درجة الحرية في الرأي وفتح نقاش ديمقراطي بطعم مغربي خالص.

الحديث هنا عن بعض الخرجات التي عرفتها بعض المدن المغربية أمس الأحد والتي روج لها الداعون إليها على أنها مليونيات قبل أن يصدموا بأن من استجاب لتلك الخرجات لا يتعدون المنظمين والمنتمين إلى تيارات دأبت دوما على إثارة بلبلة صغيرة في أرض الواقع مع صراخ كبير في السوشل ميديا وبعض المواقع الإخبارية.

ففي الوقت الذي عرفت فيه وقفات احتجاجية مماثلة في دول غربية عدة، تدخلاً عنيفاً للقوات العمومية ضد المحتجين، وثقت أمس الأحد، عدسات الكاميرات تعامل وصف بالاحترافي والمهني من طرف القوات العمومية المغربية بمختلف تلاوينها، مع المحتجين ضد ’جواز التلقيح’، والذي أقرته خطة التلقيح وطنياً ودولياً كحل وحيد وأوحد لبلوغ المناعة الجماعية، بغية العودة للحياة الطبيعية بالمملكة.

والمعروف على أن من يتزعمون اليوم الوقفات الاحتجاجية ضد ’جواز التلقيح’، هم ثلة من الانتهازيين والمسترزقين وذوي النفع على خلفية الاحتجاجات وفصائل يسارية راديكالية وجماعات محظورة، في مقدمتها جماعة الحل والعقد ، دائما ما تغتنم فرصة أي نقاش ذي طابع حقوقي أو سياسي للركوب عليه وإخراجه من سياقه الطبيعي إلى استغلاله كسجل تجاري حقوقي وسياسي.

إن هذه “الزمرة” من محترفي النضال الموسمي، يتصيدون كل فترة وحين ’بريكولات نضالية’، عبر تعمد الاحتكاك برجال ونساء القوات العمومية، بغية ترويج الأسطوانة المشروخة “قمع البوليس”، وأول ما يفضح أهدافهم ترويج تدوينات حول ما سمي بـ’مليونية الأحد’ للاحتجاج على فرض ’جواز التلقيح’، الأمر الذي تكذبه معطيات الواقع.. الناس يحلمون بالعودة إلى مليونيات “الربيع العربي” لكنهم لا يعلمون أن الأمر مر عليه 10 سنوات و”الموضة” باتت قديمة.. نحن في 2021 يا سادة فالمرجو قليلا من الهدوووووء والتركيز!.

لاشك أن الاحصائيات الرسمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، توضح بالملموس أن الأغلبية الساحقة من المغاربة استجابوا بعفوية لنداء التلقيح ضد ’كوفيد ـ 19’، إذ إلى حدود أمس الأحد، تلقى مليون و394 ألف و802 شخصا الجرعة الثالثة من اللقاح، بينما وصل عدد الملقحين بالجرعة الثانية إلى 22 مليون و41 ألف و110 شخصا، فيما بلغ عدد متلقي الجرعة الأولى 24 مليون و198 ألف و13 شخصا.

كما أفادت منظمة الصحة العالمية، بأن المغرب ضمن ثلاث دول إفريقية فقط تجاوزت تجاوزت بالفعل هدف تلقيح 40 في المائة من سكانها، والذي حددته المنظمة كهدف يتعين الوصول إليه قبل نهاية العام الجاري. وفي الواقع فإن المغرب تجاوز هذا الهدف بكثير ويقترب من تحقيق المناعة الجماعية.

في قراءة لهذه المعطيات الرسمية والدولية، يتضح أن المغاربة واعون بأهمية الانخراط بروح وطنية في الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا، كحل وحيد للخروج من متاهة الجائحة والعودة لممارسة حياتهم الطبيعية.. فلا رجعة عن هذا المسار نحن نتقدم لأجل دفن لعنة هذا الوباء.

ولا يخفى على أحد، أن قلة قليلة اختارت عدم الانخراط في هذا الواجب الوطني، – وهذا حقهم على كل حال – ولكن لابد أن نهمس في أذن المترددين في تلقي اللقاح، إلى أن هناك من يحاول أن يوظف نقاش ’جواز التلقيح’، موضوعاً لمزايدات سياسية على المملكة، ومحاولة لضرب المجهود الوطني المبذول منذ تسجيل أولى الإصابات بكورونا في بلادنا… هم يريدون تسجيل أهداف في مرمى جهود المملكة.. لكنهم يسجلون في المرمى الخطأ بل في البطولة الغلط. لأنهم بكل بساطة يلعبون بكرة من ورق وبخطة قديمة وشباك ممزقة ولاعبين يحتاجون لإعادة التأهيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *