الصويرة: أشجارالأروكاريا تعدم في صمت! متابعة محمد مبروك

 

تشهد مدينة الصويرة عملية ممنهجة للقضاء على أشجارالأروكاريا الشهيرة التي ظلت تزين فضاءات المدينة مند ما يقارب المئة سنة. حيث  اشتهر بها كل من شارع الأسوار الذي كان ذات يوم المدخل الرئيسي للمدينة وشارع محمد الخامس الموازي له. وباتت معلمة من معالم المدينة ورمزا من رموزها التي تظل لصيقة بذاكرة كل من استنشق هواء الصويرة مقيما كان أو زائرا . araucaria7جريمة نكراء ترتكب اليوم في حق أشجار الأروكاريا على مرأى ومسمع من ساكنة الصويرة وقواها الحية وهيآت مجتمعها المدني وزوارها الذين يجذبهم أفقها المزدان بتلك الأشجار الشاهقة، الناذرة والدائمة الاخضرار والتي تعمر لعشرات العقود من الزمن. كما تتميز بتأقلمها، دون غيرها من الأشجار الأخرى، مع طقس الصويرة البارد والمفعم بالرطوبة والمتسم بهبوب الرياح لفترة طويلة من السنة.  فقد تعمد بعض مالكي الفنادق بشارع محمد الخامس أن يجردوا الأروكاريا من أغصانها وهم يعلمون أن ذلك قتل بطيء لها. ومن يدري؟ فقد يكونوا قد استعملوا وسائل أخرى أشد فتكا. فقد ماتت اثنتان منها والبقية تأتي.  وليس غريبا أن يحدث اعتداء شنيع كهذا دون أن يحرك المسؤولون عن الشأن المحلي وكذا المسؤولون عن التعمير ومسؤولو وزارة الثقافة ووزارة السياحة ساكنا. فالمدينة تعيش على وقع طمس ممنهج لمعالمها التاريخية ولهويتها الثقافية في مختلف مظاهرها وتواطؤا مريبا ضد المصلحة والملك العمومي وبالتالي ضد سيادة القانون. ألا يستوجب الأمر فتح تحقيق لتحديد المسؤوليات؟ فقد تكون تلك الأشجار هي المذنبة!   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *