تثير فضولك قبل إعجابك وأنت تتجول في دروب الصويرة العتيقة الضيقة ذكاكين صغيرة موضوعة سلعها في قوارير زجاجية، مرتبة بعناية على الرفوف وتحمل كل واحدة منها اسم العقار الذي بداخلها، بل تدلك الكتابة على دواعي الاستعمال كذلك. وهي عقاقير برية مجففة بعضها على شكل بذور وأخرى أوراق شجر، كما قد تكون قطع أغصان أو جذورأعشاب أو زهورا . و منها ما يصب عليه الماء الساخن ليستعمل كمشروب لمداواة بعض أمراض الجهاز التنفسي ومنها ماينفع لمعالجة عسر الهضم ومنها ما يستعمل كبخور توضع منه قطعة في النار فيعم دخانها المكان ليعطي مفعوله ويدخل ذلك ضمن ما تخزنه الذاكرة الشعبية من تقاليد في التداوي بالأعشاب منها ما يستند إلى المفعول الكيميائي ومنها ما يستند إلى خصائص سحرية مرتبطة بتلكم العقاقير كما يدلك على ذلك البائع ذو الدراية الواسعة بمحتويات ذكانه وبمفعول وكيفية استعمال كل دواء من الأدوية التقليدية ذات الطبيعة النباتية التي يعرضها. ومن البديهي أن كتابة أسماء العقاقير ودواعي استعمالها باللغة الفرنسيةعلى القوارير يفيذ أنها موجهة إلى السائح الأجنبي الذي يقبل كثيرا على التوابل والعقاقير والأعشاب ذات المفعول الكيميائي العلاجي مما يفسر انتشار هذا النوع من المحلات بكثرة في الصويرة بحكم الإقبال السياحي الذي تعرفه.