الصويرة: سوق للسمك يعود بالمدينة قروناً إلى الخلف – محمد مبروك

poisson5

أقيم منذ مايقارب السنتين ليأوي وبشكل مؤقت، بائعي السمك بالتقسيط  ومنظفي السمك قبيل بداية الأشغال في مشروع إعادة تأهيل سوق السمك القديم بالمدينة العتيقة، ذلكم المشروع الذي تعثرت فيه الأشغال ولم يكتب له أن يرى النور إلى اليوم. وقد وضع له تصميم غريب عن الطابع المعماري القديم الذي يميز أشكال البناء بالمدينة العتيقة بحيث بدا جلياً منذ أن أخدت تتضح معالمه  أن شكله يبدو لأول وهلة نشازا في سمفونية منسقة ومنسجمة للمعمار من حوله. كما أنه  يشكل نمودجا صارخا لسوء التدبير وللعبث بالهوية الثقافية للمدينة والاستهثار بمقوماتها كجزء من الإرث الحضاري الإنساني.poisson1

ثم يأتي السوق المؤقت ليصبح سوقاً دائماً بمواصفات لا تليق لا بمدينة الصويرة كمدينة عريقة في الحضارة والثراث منفتحة على المستقبل وتتطلع إلى تحقيق ماهو أفضل وما يناسب القرن الواحد والعشرين ولا تتماشى مع طموحات سكانها الذين يغيضهم أن تعرض منتجات مدينتهم البحرية في سوق بمواصفات القرون الوسطى من دون أبسط الشروط الصحية اللائقة ببني البشر. زد على ذلك ما يعانيه الباعة وحرفيو تنظيف السمك من ويلات داخل فضاء السوق من قلة الماء وانعدام قنوات صرف المياه العادمة ومن كساد بضاعتهم بسبب موقع السوق  الذي أريد له أن يبتعد عن المحاور الرئيسية للرواج التجاري وكأنما قصد من اختارو له المكان أن يخفوه عن الأنظار لمظهره المخجل من جهة وبسبب شكله وهشاشة بنيته وافتقاره لشروط النظافة والسلامة الصحية من جهة أخرى. فيا مدبري شؤون هذا البلد وأهله، رفقاً بنا وبصحة مواطنينا وبسمعة مدينة مشحونة بالتاريخ لا تستحق أن تمرغ في التراب.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *