حينما ساندنا حزب العدالة والتنمية القنديل في طموح الشعب، والجديد المنشود في عين العاصفة وتاريخ الأحزاب المتعاقبة… كنا نتوهم عبثا أنه الحزب الوحيد القريب من النزاهة والشفافية أو بالعرف المغربي “المعقول”، وحينما أمدّه الشعب بسفينة الأمان يجدف معه برمق أسيل إلى ما وصل إليه بالتحكم في دواليب القرار وتسيير زمام السلطة والتشريع وتوصيل هموم الشعب المنسية إلى حقول الأوامر والنواهي والتنفيد، وعجين دهاليز البرلمان، انقلب رأسا على عقب وأخرج ملفات غشاها شُعّ العنكبوت الدوّار تهم أحلام المخزن وجباياته الجشعة… استأسد مُهابًا وأحرق رزمانة آهات الشعب ونجيع المجتمع المغربي بقهقهة استغبائية ورقصة البلشون ليلة انتحاره القرمزية، وأهلّ علينا بفزاعة هزيلة تتهاوى بين ريح هزيمة “إصلاح صندوق التقاعد”، الشيخ الضرير المهدد بالإفلاس والأجل القريب، جعجعة بلا طحين… وهو يستحي بكامل سلطته العقلية فتح تحقيق صارم حول من اختلس هذا الصندوق المحصن بعتاد مكين أمين لا تصله إلا أيادٍ مكينة مهابَة وهو على علم يقين بلصّه الهريج (الحرامي العبيط) وهدّ شُعّه اللصيق… بالأحرى كان عليه لزاما محاسبة المتورطين منذ بداية ما يسمى بمشروع التنمية البشرية من أصغر مسؤول من خونة الوطن فلول الإستعمار الذين استنزفوا صناديق الدولة المخصصة للشعب بمشاريع وهمية وتمّ العفو عنهم بنكتة بليدة “عفى الله عمّا سلف”، وحريّ به كمن استأسد من الوطنيين البواسل لأقرانه من الدول الأجانب المتضررة إعلان بمجد وفخر وطني التنازل عن تقاعده وتقاعد الوزراء وإلغاء معاشات البرلمانيين المختفون في رحلة فضائية طويلة الأمد وأحلام العمّ “بوغطاة”، وتقليص رواتب الوزراء والبرلمانيين والمسؤولين الكبار في الدولة… أو بالأحرى مناقشة ميزانية القصر في لبّ الأزمة وتوزيع عادل لعائدات ثروات الوطن وبالخصوص المكتب الشريف للفوسفاط والمكتب الوطني للصيد البحري…!! ليبقى السؤال السقيم لماذا هذه الأزمة ظهرت فقط مع هذه الحكومة الحربائية بألوان قوس قزح التي تغنّي وتطبّل بزيادات وتهديدات للمواطن البسيط والمقهور بجوقة صرار الليل الهزيل في فصل الصيف…؟؟ رغم ما هو مكشوف وجليّ أنّ هذه الأزمة نفسها لم تصب ميزانية القصر والحكومة ولم تمسّها بلغُوب فلماذا…؟؟؟ لماذا فقط الشعب هو المعني بالأزمة و”تزيار السمطة”…!! بينما الدول الأخرى راكمت الأزمة من أصغر مسؤول بوطنها إلى رأس الحكومة بإلغاء رواتب فاشية لوزرائها وبرلمانييها وتقليص فوائد وعوائد مستخدميها الكبار بينما نسمع في وطننا الحبيب وزير فلاني اشترى فيلا فخمة وآخر دشن فندقا فخما وأحدهم أقام حفلا فاخرا بمال الشعب وآخر اشترى شوكولاتة فاخرة من ميزانية الشعب ويستبلدوننا بزلازال الأزمة الذي هزّ الشعب بقراراتهم وزياداتهم الملغومة ولم يحرّك ساكن الدولة والحكومة…؟؟ والبنوك الدولية تصرح باغتناء عدد كبير من المسؤولين في الدولة اكبارا وصغارا… والله لو تنازل بن كيران عن تقاعده وأقر ذلك في وزراءه وألغى معاشات البرلمانيين بمرسوم وطني وتجميد حسابات خونة الوطن من أجل إنقاذ الوطن غيرة منه وحبّا فيه كما فعلت باقي البلدان التي أصابتها الأزمة وحذت هذا الحذو الشريف… هنا سأنزع قبعتي وأجهر احترام وتوقيري دامعا ولن أشك في وطنيته ووطنية باقي الوزراء والبرلمانيين ممثلوا الشعب المختفون في طاحونة الدون كيشوت… لك الله يا وطني، أكلت يوم أكل الثور الأبيض…
Related Posts
بشرى مركب ثقافي بالصويرة في الطريق ( متابعة : منار خودة )
إكراما لروح الفناة المصورة التي تم إغتيالها مؤخرا ليلى علوى و التي وافتها المنية 18 يناير 2016 , أقيمت الدورة…
انهيار جسر بمدينة كالكوتا شرق الهند مخلفا ضحايا – محمد مبروك –
قتل ظهيرة اليوم، الخميس 31 مارس 2016 خمسة عشر شخصا على الأقل وجرح ما يزيد عن مئة آخرين على إثر…
كوفيد-19 .. موارد “الصندوق الخاص بتدبير جائحة فيروس كورونا” بلغت حوالي 28 مليار درهم
بلغت الموارد التي تم ضخها في “الصندوق الخاص بتدبير جائحة فيروس كورونا (كوفيد – 19)”، الذي تم إحداثه بتعليمات سامية…