أُشيد بالمشاريع الستة الفائزة بجائزة الآغا خان للعمارة لدورة عام 2019 في وقت سابقٍ من اليوم، وذلك خلال حفل أقيم في مسرح أكاديمية موسى جليل
الحكومي للأوبرا والباليه. رافق منتيمير شايمييف، مستشار الدولة لجمهورية تتارستان، سمو الآغا خان،
الإمام الوريث (الزعيم الروحي) للمسلمين الشيعة الإسماعيليين، في رئاسة حفل توزيع الجوائز.
أما المشاريع الستة التي ستتقاسم الجائزة وقدرها مليون دولار أمريكي، وفقاً لما تم اختياره من قبل لجنة
التحكيم العليا لدورة عام 2019 فهي:
• إعادة إحياء مدينة المحرّق، البحرين
• مشروع أركاديا التعليمي، جنوب كانارشور، بنغلاديش
• المتحف الفلسطيني، بيرزيت، فلسطين
• برنامج تنمية الأماكن العامة، جمهورية تتارستان، الاتحاد الروسي
• مبنى محاضرات جامعة عليون ديوب، بامبي، السنغال
• مركز واسط للأراضي الرطبة، الشارقة، الإمارات العربية المتحدة
وتتنوع المشاريع الستة الحائزة على الجوائز، التي تمتد عبر ثلاث قارات، في شموليتها، حيث تتضمن
تدخلاً في التراث الحضري، مدرسة عائمة، متحفاً وطنياً، برنامجاً طموحاً لوضع المساحات العامة في مئات
المواقع قيد الاستخدام، قاعات وفصول جامعية، ومركزاً بيئيّاً.
وأشاد منتيمير شايمييف بمساهمات سمو الآغا خان الإنسانية بقوله: أنت تنفذ أكبر المشاريع الخيرية
والتربوية والإنسانية، وتدعم أصحاب المبادرات والمبدعين، بغض النظر عن الجنسية أو الطائفة
وأضاف: إن مهمة حفظ السلام الخاصة بك والتزامك بتقريب الحضارات وتحقيق الوحدة في التنوع تتوافق
مع أهدافنا، ولا سيّما أهدافي الشخصية، بصفتي مبعوث اليونسكو الخاص للحوار بين الثقافات
من جانبه، وخلال كلمة ألقاها خلال الحفل، أشار سمو الآغا خان إلى أنه وخلال زيارته هذه إلى تتارستان،
رأى كيف أن الناس الملتزمين يستطيعون احترام القوة لكل من الهوية الثقافية والتعددية الثقافية
وأوضح سمو الآغا خان:من المذهل، على سبيل المثال، رؤية كيفية بناء الكنائس والمساجد، والحفاظ
عليها بجوار بعضها البعض كرموز قوية للحوار العميق بين الثقافات. وأردف: وهذه أمثلة عما يحتاج إليه
العالم اليوم بشكل خاص، حيث إننا نسعى إلى مواجهة التحديات البيئية والإجتماعية والتكنولوجية
والإقتصادية والسياسية المتسارعة.
حضر حفل توزيع الجوائز إليونورا فالنتينوفنا ميتروفانوفا، السفيرة المعتمدة في وزارة الخارجية،
ومسؤولون حكوميون آخرون، إضافةً إلى سفراء وأعضاء في السلك الدبلوماسي الدولي، وكبار أعضاء
المجتمع المعماري من جميع أنحاء العالم.
وفي معرض حديثه عن أهمية الهندسة المعمارية في خلق الحوار الذي انبثق من هذه الدورة الرابعة
عشرة من الجائزة، لفت سمو الآغا خان إلى إمكانات عالم العمارة في إلهام وإثراء الحوارات الإبداعية،
وتبني وجهات نظر متنوعة وحتى متباينة، حيث قال: إن الحوار المعماري الثري الذي نسعى إلى تعزيزه
ينبغي أن يشمل الاحترام المتجدد لتنوع الثقافات الإسلامية نفسها. وأضاف: إنه من الضروري أيضاً تعزيز
الحوار مع الثقافات غير الإسلامية بما في ذلك التقاليد الدينية المتنوعة. وأشار: مكن للهندسة المعمارية أن
تقود الطريق في هذا المسعى، حيث نستمع لبعضنا البعض، ونتعلم من بعضنا البعض مستفيدين من
الانقسامات القديمة.
وتابع سمو الآغا خان شارحاً سبب اشتراك الإمامة الإسماعيلية في فن العمارة، فقال: إن الإجابة البسيطة
تكمن في قناعتي بأن العمارة – أكثر من أي شكل فني آخر – لها تأثير عميق على نوعية الحياة البشرية.
أعتقد أننا جميعاً نتحمل مسؤولية تحسين نوعية الحياة كلما وحيثما أتيحت لنا الفرصة. إن التزامنا بالتأثير
على جودة الهندسة المعمارية من الناحية الفكرية والمادية ينمو مباشرة من التزامنا بتحسين نوعية الحياة
البشرية.
ويوم أمس، زار سمو الآغا خان مدينة بُلغار، التي كانت مركزاً دينياً إسلامياً منذ عام 922 وتُعرف اليوم
بأهميتها التاريخية والأثرية. وجال سموه في أكاديمية بُلغار الإسلامية، حيث حضر حفل مراسم إطلاق ختم
بريدي جديد للاحتفال بذكرى جائزة الآغا خان للعمارة في قازان. وفي وقت لاحق من اليوم، زار المسجد
الأبيض ومتحف الحضارة البلغارية، حيث شاهد أحد أكبر نسخ القرآن الكريم في العالم. يُذكر أن المجمع
التاريخي والأثري في بلغار تم تصنيفه في لائحة اليونسكو للتراث العالمي.
– 3 –
ملاحظات
حول جائزة الآغا خان للعمارة
يمثل حفل توزيع الجوائز لدورة عام 2019 اختتام الدورة الرابعة عشر من جائزة الآغا خان للعمارة التي
تقام كل ثلاث سنوات، وأنشأها سمو الآغا خان عام 1977. تختلف جائزة الآغا خان للعمارة من حيث
توجهها واهتماماتها عن الكثير من جوائز العمارة الأخرى، فهي لا تكافئ المهندسين المعماريين فحسب، بل
أيضاً البلديات، وعمال البناء، والعملاء، والعمال المهرة، والمهندسين الذين كان لهم دور مهم في إنجاز
المشاريع. تمنح الجوائز لمشاريع في جميع أنحاء العالم، من فرنسا إلى الصين. حصل المهندسون
المعماريون والمخططون من نيويورك إلى دكا على واحدة من أصل 128 جائزة منحت حتى الآن.
أشار بيان لجنة التحكيم العليا لجائزة الآغا خان للعمارة لدورة عام 2019 إلى ضرورة حفاظ الهندسة
المعمارية على أهميتها بالنسبة لتحديات اليوم، فضلاً عن ضرورة إعادة التأكيد على أهمية موقع المهنة
نفسها لمواجهة التحديات الإنسانية والمجتمعية والبيئية. وفي ضوء الحاجة إلى تغيير موقعها، صرحت لجنة
التحكيم العليا بأنها سعت لاختيار مشاريع في دورة الجائزة هذه التي تشكك في الممارسة التقليدية للمهنة،
والأهم من ذلك، وضع مسارات ملهمة ومبدعة يمكن من خلالها للمهندسين المعماريين معالجة المشكلات
الإجتماعية والتعامل معها بجدية.
مكان حفل توزيع الجوائز
تقام الاحتفالات للإعلان عن المشاريع الفائزة وتحديد ختام كل دورة من دورات الجائزة التي تقام كل ثلاث
سنوات في بيئات يتم اختيارها لأهميتها المعمارية والثقافية. تشمل الأماكن السابقة لفعاليات حفل توزيع
الجوائز العديد من الإنجازات المعمارية الأكثر شهرة في العالم الإسلامي، ومن ضمنها حدائق شاليمار في
لاهور (1980)، قصر توب كابي في إسطنبول (1983)، قصر الحمراء في غرناطة (1998)، وضريح
الإمبراطور همايون في دلهي (2004).