( ذهب أعرابي إلى سوق النخاسة ليشتري عبدا، فجال نظرا في العبيد حتى وقع آختياره على أحدهم فقال للنحاس : أريد هذا، فقال النحاس إنه جيد، و لكن به عيب واحد إنه يتبول في الفراش، فرد عليه الأعرابي قائلا : إن وجد فراشا فلا يقصر )، هذا حال قسم التوليد بالمستشفى الإقليمي للصويرة، أو دعوني أصفه بقاعة السينما التي تعرض بها يوميا مختلف الأفلام الهيتشكوكية المرعبة…..، فحتى و إن كتب لإحدى النساء الحوامل الوصول و ولوج هذا القسم لوضع مولودها قيصريا، فلن تجد طبيبا مختصا بقسم التوليد.
تريدون معرفة السبب ؟ إليكم الجواب :
كما يعلم الجميع فهناك طبيب و طبيبتان يشرفان على قسم التوليد، إحدى الطبيبتين حامل في شهرها الثامن، و قد آستفادت مؤخرا من عطلتها القانونية التي تعتبر حقا من حقوقها لا جدال في ذلك، لكن المثير للأسى هو غياب الطبيب و الطبيبة الآخرين بعد أن تقدما إلى إدارة المستشفى بشهادتين طبيتين، مع الإشارة إلى أن الطبيبة التي تقدمت بشهادة طبية رفقة زميلها أيضا هي بطلة الفيلم السابق : ( طبيبة تقدمت بشهادة طبية إلى إدارة المستشفى، و في نفس الوقت تشتغل في عيادة خاصة )، مما يعكس قمة الإستهتار و الإستخفاف بأرواح المواطنين، ظاهرة لا تقتصر فقط على قسم التوليد، بل ببعض الأقسام الأخرى أيضا….، اللهم ثلة من الأطر الطبية و التمريضية النبيلة و الشريفة، فقد أصبح الحضور للعمل آستثناء، و الغياب مع تقاضي الأجر قاعدة للأسف الشديد
يحدث هذا في وقت تبدل فيه الوزارة الوصية مجهودا جبارا من أجل النهوض بقطاع الصحة خاصة المتعلق منه بصحة الأم و الطفل، بغية التخفيف من نسبة الوفيات عند الأمهات و المواليد أثناء الحمل و الولادة، لكن للمستهترين بأرواح العباد رأي آخر ؟!!!!
في آنتظار أن يحس بعض من ملائكة الرحمة بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، أترككم مع فاصل طويل من الإستهتار بأرواح العباد، و إحالة العديد من الحالات نحو مراكش، في حين كان أجدر أن تعالج بالصويرة لو وجد طبيب واحد على الأقل بقسم التوليد…..
حقيقة لم يبق عندي ما أقول أمام هذه المهزلة، فقد تعب الكلام من الكلام.