أنا الصويريُّ لو جرّحتمُ جســــــــــدي
لسال منهُ أهازيجٌ وأذكــــــــــــــــــــارُ
و”جدْبةُ” الفن في روحي قد امتزجتْ
بالدين, كيف تُدارى في دمي النار؟
أمضي إلى مسجد الرحمان أحضنهُ
حيناً, وحينا صنوفَ اللهو أختـــــــــارُ
وهكذا النفسُ في جِدّ وفي عبَـــثٍ
إنّ الذي خلَق الأنفاسَ غـــــــــــفّارُ
كأنما خمرةُ الحلاّج أرشفُهـــــــــــــا
لأرقصَ القلبَ والأشواق أوتـــــــــــارُ
وليس في شطَحات الروح من عتَبِ
إن كان يعزفُ للعشّاق عشتــــــــارُ
الحُبّ بعضٌ من الأحلام نترُكُهــــــا
على القلوب لها في العين آثـــــارُ
هذا فؤادي يُحبّ اللهَ مــــــــــن أزَلٍ
أصْلُ المحبّة في الإنسان أســـــرارُ
أنا الصويريُّ أرعى الشمسَ في كتفي
عهْداً ولم تَخْبُ في الأكتاف أنــــــوارُ
ملء الخيال جدبتُ النجم من يـــده
ولا جناح يُعين الناس إن طــــــــاروا
لم أُبْدِ قطّ دنوّاً للورى أبَـــــــــــــــداً
إنْ أُجْهدَ الحُرّ لا عيْبٌ ولا عــــــــــارُ
أنا الصويريّ لا نورٌ سينكُرُنـــــــــــي
وما تَغَيَّبُ في الظلماء أقمـــــــــــارُ
نسجتُ للشعر أثواباً تُطرّزُهــــــــــا
كفّ البيان وفي تطريزها احتــــــاروا
قد يجهلُ الدهرُ كلَّ الناس غير فتى
من صُلْب أحمدَ , عَزّ الأصل والـــدار
نوفل السعيدي
في 1 يونيو 2015