يتحدث كثير من الناس عن جدوى تنظيم مهرجانات موسيقية لا تتماشى مع ذوق عامة الناس وميولاتهم ولامع اهتماماتهم بل ويذهب البعض إلى أن هؤلاء الناس لا يعلمون حتى أن تلك المهىرجانات مقامة بمدينتهم، فكثيرا ما يستدعى لها أناس قادمون من مختلف بقاع الدنيا . فمهرجان ربيع الموسيقى الكلاسيكية على سبيل المثال لا الحصر، يكون دائما محط انتقاد بدعوى تبديد المال العام في أنشطة يعتبرها البعض بعيدة عن ثقافتنا وعن تقاليدنا كمسلمين وكعرب. بينما يعتبرها آخرون مفسدة تسيء للأخلاق وتبيح الاختلاط . وهناك من يصنفها عن قصد أو عن غير علم ب ‘’الشطيح والرديح” في حين أنها عبارة عن معزوفات موسيقية لا يصاحبها رقص أوغناء بقدرما تتوجه إلى آذان المتلقي الصاغية وإلى حسه المرهف كي يلتقط ما تحمله من إبداع. ويذهب كثيرون إلى أن واقع المدينة وهموم عامة سكانها ومعاناة الكثيرين منهم من البطالة أوالفقر أو السكن غير اللائق أو ضعف القدرة الشرائية أو غير ذلك من صعوبات الحياة يجعل مهرجانا من هذا النوع خارج السياق إن لم يكن استفزازا سافرا لمشاعرمن يعانون أوضاعا معيشية صعبة. وقد يقول قائل إن من الأجدر أن يوجه الجهد المبذول والمال المصروف إلى مجال آخر تكون المنفعة فيه ذات جدوى وتكون نتائجها ملموسة. ورغم كل هذا وذاك فهناك رأي مخالف قد يكون الأقرب إلى العقل والمنطق وهو أن روافد التنمية بحكم واقع الأشياء متعددة وأساليبها لامتناهية تختلف باختلاف الأوضاع والأمكنة و الأزمنة ومجال الاجتهاد فيها شاسع يقتضي الابتعاد عن النمطية وعن الوصفات الجاهزة. فبحكم اعتماد الاقتصاد المحلي على المنتوج السياحي بالدرجة الأولى وبحكم مؤهلات المدينة والإقليم السياحة المتمثلة في اعتدال المناخ وفي وفرة الشواطئ وتنوع المنتوج الثقافي والتراثي وشهرة الصناعة التقليدية ونظرا للحمولة التاريخية للمدينة، فإن تنظيم تظاهرات فنية ذات بعد دولي من شأنه التسويق لكل ما تزخر به المدينة والإقليم من نفائس والتعريف بما تستطيع المدينة من خلاله إقناع السائح الأجنبي بمختلف مستوياته بجدوى زيارته لها وبالتالي فالمنفعة ستعود على المدينة وساكنتها إن عاجلا أو آجلا. وإن فرضنا جدلاً أن تلك المهرجانات ألغيت برمتها ورميت في مزبلة التاريخ، فهل سيكون من الممكن رصد نفس المبالغ المالية التي ترصد لها ومن نفس المنبع واستعمالها لغاية حل المشاكل اليومية التي تعاني منها ساكنة المدينة والإقليم في مجال السكن والصحة والتعليم والشغل وتوفير البنيات التحتية الضرورية لضمان الحد الأدنى من العيش بكرامة؟ ثم ماهي البدائل الثقافية والفنية التي يقتضي الأمر إيجادها لإنعاش السياحة كرافعة أساسية للتنمية المحلية في ظل انعدام بنيات تحتية صناعية وتجارية وخدماتية كفيلة بالنهوض بالاقتصاد المحلي ؟ ثم لم لا نطرح السؤال بصيغة أخرى ونقول أي ضرر وأية خطورة تترثب عن تنظيم مهرجان للموسيقى الكلاسيكية على البلاد والعباد؟
Related Posts
ممنوع الهواتف النقالة في الحمامات الشعبية بالصويرة
بقلم : منار خودة إتخدت بعض الحمامات الشعبية بمدينة الصويرة إجراءات وقائية تقضي منع إدخال و إستخدام الهواتف النقالة داخلها…
محمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال: قريبا تنزيل قانون الملاءمة
أكد محمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال اليوم الاثنين بالرباط أن وزارته ستشرع قريبا في تنزيل قانون الملاءمة المتعلق بمدونة الصحافة…
“صفحات فايسبوكية ناشطة” أصحابها مهددون بالمتابعة قضائيا بسبب انتحال مهنة يؤطرها القانون …
تلقى المنسق الإقليمي للنقابة المستقلة للصحفيين بالصويرة وممثل كونفدرالية المواقع الإلكترونية جهويا على مستوى جهة مراكش اسفي ، شكايات من…