بدأ الحديث عن ميزان القوى العسكري بين المغرب وموريتانيا، وكأن الحرب بينهما على الابواب، رغم استبعادها لاسباب متعددة. لكن الحديث عن ميزان القوى العسكري يؤكد ان العلاقات السياسية بين البلدين ذاهبة نحو التصعيد.
وإذا كانت العلاقات بين نواكشوط والرباط تتراوح بين الفتور والتوتر منذ تولي الرئيس محمد ولد عبد العزيز مقاليد الحكم في موريتانيا 2008، فان الاسابيع الاخيرة شهدت توتراً صامتاً بعد ان شاركت موريتانيا الرسمية والحزبية بجنازة محمد عبد العزيز زعيم جبهة البوليساريو واعلنت الحداد الرسمي على وفاته بصفته رئيساً لـ«الجمهورية الصحراوية» لتتالى الاحداث المنغصة للعلاقات وتتوج بقيام القوات المغربية يوم الاحد الماضي بتطهير منطقة قندهار والكركرات الحدودية من المهربين وتجار المخدرات.
ويتوقع موقع الأيام المغربي ان يكون الاعتراف رسمياً بجبهة البوليساريو، هو الخطوة الموريتانية التصعيدية الجديدة فيما تؤكد نواكشوط وقوفها على المسافة نفسها أمام الجميع ودعمها للمسار الأممي كحل لنزاع الصحراء.
ونشر الموقع تصريح المتحدث الرسمي باسم الحزب الحاكم في موريتانيا، اول أمس الأربعاء، وتأكيده أن «المغرب قام بعملية استفزازية بمنطقة لا يملك بها شيء (يقصد منطقة قندهار) وأن الجيش المغربي نهب ما تم حجزه من سيارات».
وأضاف أن «موقف موريتانيا ثابت بخصوص نزاع الصحراء، وان من حق الصحراويين ان يقرروا مصيرهم حيث أن موريتانيا تربطها «علاقات قوية ووطيدة» بالصحراويين. ونقل موقع الايام المغربي عن مجموعة من المصادر الإعلامية الموريتانية تأكيدها في وقت سابق أن موريتانيا تستعد لفتح سفارة لـلجمهورية الصحراوية في العاصمة نواكشوط.
وتمر العلاقات المغربية الموريتانية منذ أشهر أمام محك حقيقي، بداية بحضور وفد رسمي موريتاني لجنازة الزعيم السابق للجبهة عبد العزيز المراكشي، مروراً برفض العاهل المغربي استقبال وزير الخارجية الموريتاني وتخلفه عن حضور القمة العربية التي نظمت مؤخراً بنواكشوط، وصولاً إلى الاجتماع الذي عقده الجنرال بوشعيب عروب رئيس اركان الجيش المغربي مع الرئيس الموريتاني، حيث طالبه بسحب القوات الموريتانية ببعض المناطق في الجنوب المغربي على غرار مدينة الكويرة.
ودفعت هذه الاجواء وسائل الإعلام إلى جعل الأمر شبيهاً بطبول الحرب التي تقرع عادة قبيل نشوبها وقالت ان الرئيس الموريتاني امر بنقل سلاح المدفعية ومنصات الصواريخ إلى منطقة الشامي شمالاً بين نواذيبو والعاصمة نواكشوط بعدما كانت متمركزة في الجنوب منذ 1989، وقتما كانت السنغال تشكل العدو الأول لموريتانيا الا انه «بعد تولي الرئيس ولد عبد العزيز الحكم، حيث اختار الانحياز للجزائر وإعلان الولاء لجبهة البوليساريو».
وإن كان مراقبون يرون أن الحرب بين المغرب وموريتانيا أمر جد مستبعد وشبه مستحيل، فإن موازين القوى العسكرية تميل لصالح المغرب الذي طالما اعتبر أن موريتانيا امتداد له تاريخياً وجغرافياً.
ونشرت الصفحة غير الرسمية للقوات المسلحة المغربية على فيسبوك مقارنة بين الجيشين المغربي والموريتاني استهلتها بالترسانة العسكرية لموريتانيا.
وقدرت الصفحة عدد الجنود الموريتانيين بـ20 ألف جندي فقط، مع غياب مقاتلات بسلاح الجو مشيرة الى أن الموريتانيين لا يتوفرون سوى على طائرات تدريب كما أن البحرية لا توجد بها سوى زوارق دورية.
وقالت أن عدد الجنود المغاربة في الصحراء لوحدها 160 ألفاً وعدد المظليين المغاربة من اللواءين الأول والثاني مشاة مظليين أكبر من الجيش الموريتاني بأكمله وتجهيزهم أحسن من تجهيز الجيش الموريتاني.
أما الجيش المغربي بأكمله فأكتر من 250 ألف جندي، وفق الصفحة ذاتها والقوات الجوية 15 ألفاً والقوات البحرية 10 آلاف أما القوات المساعدة والدرك الملكي فأكثر من 110 آلاف.
وتعد هذه الأرقام غير رسمية ولا يمكن الجزم بتأكيدها في ظل غياب معطيات رسمية صادرة سواء عن القيادة العامة للقوات المسلحة المغربية أو عن قيادة الجيش الموريتاني.
عن جريدة القدس العربي