الدار البيضاء : نافورة الحمام التي لا تزال تقاوم الزمن بإصرار – بقلم : محمد مبروك

nafoura

نافورة الدار البيضاء، النافورة المضيئة، نافورة الحمام، أسماء لمسمى واحد هوالمعلمة العمرانية التي دخلت التاريخ من بابه الواسع، فقد شيدت في ستينيات القرن العشرين بساحة محمد الخامس، حيث جاءت لتؤثث فضاء شاسعا لم يكن من السهل تأثيثه، نظرا لما أريد لهذا المكان أن يحمل من رموز تطبع مرحلة تاريخية من تاريخ الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب. وهي محاطة بعدد من المباني الحكومية الشامخة ذات الطابع المعماري المتميز. ظلت نافورة الحمام الجوهرة التي ترصع ساحة محمد الخامس إلى اليوم حيث يجري الحديث ومنذ بضع سنوات عن مشروع سينهي للأسف وجودها ، الشيء الذي يبدو وشيكا من خلال ما يجري من أشغال كبرى من حولها تنبؤ بإعادة هيكلة فضاء ساحة محمد الخامس حيث ترى على مقربة من النافورة بناء شاهقاً حيث الأشغال جارية لاستكمال العمل ضمن مشروع المسرح الكبير للدار البيضاء “كازا فن” الذي سيشكل أكبر مسرح على مستوى المغرب وإفريقيا وسوف يحكم على النافورة بالفناء، مغطيا مساحة 24 ألف متر مربع ، ومن المتوقع أن يcasa fanشمل قاعة كبيرة متعددة الأغراض تبلغ طاقتها الاستيعابية 1800 مقعد، ثم قاعة أخرى تتسع لستمئة مقعد. وقد اهتمت كثير من هيآت المجتمع المدني بالموضوع وعبرت عن تشبتها بالمحافظة على النافورة، المعلمة كجزء من الذاكرة الجماعية لساكنة الدارالبيضاء، مركزة على طابعها الثراثي الذي تجب صيانته وتحصينه وعلى كونها موروثاً حضارياً لايمكن طمسه لمجرد الرغبة في الانفتاح على المستقبل. نافورة الدار البيضاء دخلت حياة أجيال من البيضاويين ومن المغاربة من مختلف المدن والقرى. حيث كان من الممتع مشاهدة مياهها تتعالى في الهواء مشكلة لوحات فنية رائعة بألوان قزح الزاهية، راقصة على أنغام موسيقى كبار المبدعين. وهي اليوم تقاوم الزمن بإصرار، لا تزال محط إعجاب رغم محدودية عروضها الفنية. تأوي أسراباً من الحمام، وتستمر في إمتاع زوارها رغم الوهن، في انتظار قدر محتوم، سيكون مؤلما لا محالة، لكن نافورة الحمام لن يعوض عن ضياعها شيء من بين كل ما يتم تشييده في ساحة محمد الخامس الشهيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *