سكان الفلوجة يعيشون بين مطرقة داعش وسندان الجيش في ظل الحصار الشامل الذي يقيمه الجيش العراقي وميليشيا الحشد الشعبي الشيعية على مدينة الفلوجة لقطع خطوط الإمدادات عن مقاتلي داعش الذين يحتلون المدينة مند سنة 2014، في إطار حملة بدات في يوليوز الماضي لتحرير إقليم الأنبار الذي يشكل ثلث مساحة أراضي العراق. ويبلغ عدد سكان الفلوجة السنة في غالبيتهم قرابة مئة ألف نسمة، انقطعت عنهم المؤن ولم يعودوا يجدون ما يسدون به الرمق، حيث يعيش الأطفال على الخصوص حالات صحية حرجة . وقد سجل انتحار سيدة رمت بنفسها هي وثلاثة من أطفالها في مياه نهرالفرات بسبب عدم قدرتها على إطعامهم. ويسجل اضطرار بعض السكان إلى التغذي على العشب الذي يصنعون منه حساء، كما أن منهم من اضطر لصنع الطحين من نوى الثمربعد دقها. وقدعرفت الأسواق ارتفاعا مهولا لأسعارالمواد الغذائية في ظل ندرتها حيث بلغ ثمن كيس الطحين من فئة 50 كلغ 750 دولاراً وكيس السكر500 دولار.وقد وجه نشطاء برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق ونشطاء هيومن رايتس واتش نداء بالسماح بوصول الإعانات الغذائية الإنسانية الى المحاصرين العالقين في المدينة الواقعة 50 كلومتراً غرب العاصمة بغداد، لكن القوات المحاصرة بعين المكان عبرت عن تخوفها من سقوط تلك الإعانات الإنسانية في أيدي مقاتلي داعش.