اقتنيت ما اقتنيت صباح اليوم من “عزيب الدرعي” بمدينة أسفي٬ و طلبت من صاحبة المحل أن تمدني بكيس ورقي”جوا” لأضع فيه مقتنياتي. قالت لي بأنهم لا يتوفرون على ما يسمى”الجوا”٬ فطلبت منها أن تجمع ما قمت باقتنائه في كيس بلاستيكي على أساس أن أدل سلطات أسفي في حالة ما اعتقلوني متلبسا و في يداي ” الميكا” على المحل الذي اقتنيت منه.
عبرت من “عزيب الدرعي” إلى “الجريفات” مشيا على الأقدام دون أن ألتفت لأحد٬ و سرت أهضم الأفكار تلو الأفكار بخصوص موضوع لم أعرف بالضبط لماذا أرادت الدولة تنزيله بهذه الشاكلة غير المدروسة و المتسرعة. ففي الوقت الذي كان على قرار منع “الميكا” أن يكون الحلقة الأخيرة في سلسلة برنامج وطني طموح٬ أو مبادرة وطنية للارتقاء بالبيئة يكون للجماعات المحلية و المدارس التربوية و المؤسسات الدينية و الإعلامية و الأسرية وزن مهم فيها٬ هاهي الدولة تختار و على بعد أشهر قليلة من الكوب 22 البداية بالنهاية.
سؤال البيئة يجب أن يكون همنا جميعا٬ فلا يعقل أن تجد في المغرب مجالس محلية لا تثير و لو نقطة واحدة حول هذا الجانب٬ و تضمنه في جدول أعمال دورة من دوراته٬ و لا يعقل أن تجد مسجدا تحيط به الأزبال و القاذورات٬ و لا يعقل أن تجد مؤسسات تربوية متسخة الجوانب و تحيط بها الأوساخ و الميكا٬ و لا يعقل أيضا أن تقضي مدة مهمة من السير في مدينة مغربية دون أن تجد حاوية أزبال لترمي بها بقايا بسكويت أو علكة٬ و من غير المعقول كذلك أن تجد معاصر ترمي بفضلاتها في الوديان و تهدد الفرشة المائية الغنية للوطن٬ و من غير المفهوم أن تجد أعوان النظافة بالمؤسسات التعليمية للوطن بدون أجر لأكثر من أربعة أشهر كما هو الحال بالصويرة٬ و من غير المستساغ أن تجد وصلات إشهارية و أفلاماً تربي على الإضرار بالبيئة و رمي النفايات بها.
مبادرة ” 0 ميكا” ذكرتني في تجلياتها و ارتجاليتها بالتفكير على الطريقة الساذجة التي تريد النتائج و لا تؤمن بالتدرج و التراتبية و البناء٬ خصوصا و أن العملية ليست مبنية بالشكل اللازم و لم تدرس على مستويات عميقة و متعددة٬ لأن المسؤولين الذين يقتنون ما يحتاجون في علب من بلاستيك نسوا بأن من المغاربة من يقتني بعض الأوقيات من اللحم و لا يتوفر حتى على علبة بلاستيكية صغيرة لوضع ما اقتنى بداخلها و قس على هذا و ما يليه.
أنا مع خطة وطنية للارتقاء بالبيئة لا مبادرة تعكس و للأسف بأننا في دولة لا تفكر مؤسساتها بالشكل الصحيح و الصائب.