بقلم / سعيد أحتوش
بعد وقوع كارثة ما، تصوب فوهات المدافع واللوم مباشرة للمسؤولين الحكوميين ثم لرجال الوقاية المدنية و رجال الدرك….، و بذلك نكون قد عاتبنا الإطفائي و تناسينا المتسبب الأول و المباشر في اندلاع الحريق، فالفيضانات التي شهدتها بعض المدن المغربية السنة الماضية، و التي خلفت ضحايا كثر للأسف الشديد، إضافة إلى كونها دقت جرس الإنذار، فإنها بينت بشكل واضح كيف أن تعنت بعض المسؤولين المنتخبين و ممثلي السلطة و بعض التقنيين أيضا، و غضهم الطرف عن بعض المخالفات و التجاوزات التعميرية…، كل هذا يسبب في خسائر بشرية و مادية جسيمة لا تعد و لا تحصى، فلا يعقل أن ترفض الجهات المختصة في مجال التعمير الترخيص بالبناء بالمجالات المهددة بالفيضانات و السيول ( المناطق التي توجد بمحاذاة الأودية ) استنادا إلى تقرير وكالات الأحواض المائية، فيستشيط المسؤول المنتخب غضبا، و يؤجج غضب الساكنة بل يحرضهم موهما إياهم بأن الجهات المختصة رفضت الترخيص لهم بالبناء من دون أي سبب منطقي ؟ !!، لتشيد المباني رغما عن أنف أهل الإختصاص، و في غياب احترام مدار المناطق المهددة بالفيضانات، و اعتماد الأمر كورقة انتخابية رابحة للمسؤول المنتخب، لكنها ورقة قد تخلف خسائر جسيمة في الأرواح و الممتلكات كتلك التي شهدتها بعض المناطق، و التي لحسن الحظ لم تشهدها بعض الجماعات بالصويرة بنفس الحدة و الخطورة….. فهل يأخد المسؤولون المنتخبون و رجال السلطة و كذا التقنيين، العبرة مما خلفته أمطار السنة الفارطة من فواجع، أم أن شعارهم سيظل دوما : أنا و من بعدي الطوفان ؟