إحتفل المغرب يوم أمس الإثنين بعيد الأم، أكيد أهديت هدايا للأمهات كل حسب اختياراته و إمكانياته، قيل في حقهن أجمل العبارات….، و مادام الأمر مرتبطا بآسم الأم، فلابأس أن نستحضر فئة يطلق عليها أيضا إسم ( أمهات )، لكن تضاف إليها كلمة ( عازبات )، هذه الفئة التي لا يجب أن ننكر أنها تستحق منا أيضا الشفقة و ألا نرميها بحجر، فمن كان منكم بلا خطأ فلا يتردد و ليرمي كل مخطىء بحجر، هيا ماذا تنتظرون ؟
لا أتحدث هنا عن الأمهات العازبات اللواتي يقتلن أطفالهن، بل أقصد بمقالي فتيات غرر بهن، تعرضن للإغتصاب رغما عنهن، أو تلقوا وعودا بالزواج إتضح فيما بعد أنها مواعيد عرقوب، و أن المسكينات كن يطاردن خيط دخان لا غير، فتخلوا عن أطفالهن بأمكنة آمنة، أو منحوه لإحدى العائلات لتتبناه….
فئة للأسف الشديد و حسب آخر الدراسات يبلغ عددهن 199 . 51 ألف أم عازبة بالمغرب، و كل يوم يولد 153 طفلا خارج مؤسسة الزواج ضمنهم 24 طفلا يتم التخلي عنهم، و تحتل جهة مراكش أسفي الصدارة في عدد الأمهات العازبات، فئة تعاقب حسب الفصل 490 من القانون الجنائي بدعوى أن مواليدهن خارج مؤسسة الزواج، فيحرمن من حقوقهن بدءا من عدم ملاحقة ( الأب البيولوجي ) الذي يرفض الإعتراف بالإبن و حرمانه من النسب، دون أن ننسى أن آنعدام قانون يرغم ( الأب ) على الخضوع لفحص حمضه النووي لإثبات الأبوة يزيد من معاناة الأم العازبة للأسف الشديد و من خلال منبر الصويرة نتوجه بالشكر و التقدير لمختلف الجمعيات التي تعنى بشؤون الأمهات العازبات و أطفالهن، من خلال الإستماع إليهن و مرافقتهن على المستوى الإجتماعي و القانوني و تقدم لهن الدعم النفسي، بل و تحمل مصاريف الطفل كالروض ، التغدية….، في نفس الآن معا و قد تسغربون لقولي هذا أو قد يتهمني البعض بتشجيع الدعارة : ( كل عام و الأمهات العازبات بألف خير ) أو دعوني أتساءل : عيد بأي عيد عدت يا عيد ؟ بما مضى أم بأمر فيك تجديد ؟