هل تذكي نفايات إيطاليا الحس البيئي للمغاربة ؟ – محمد مبروك –

 استيراد النفايات الإيطالية من أجل استعمالها كوقود بخس الثمن لمعامل الأسمنت المغربية بموافقة الحكومة من خلال وزاراتها للخارجية والداخلية والبيئة أثار ضجة إعلامية كبرى بدت من خلال وسائل الإعلام المكتوبة والإليكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على حب المغاربة لوطنهم وغيرتهم عليه وعلى كبريائهم وأنفتهم التي جعلتهم يشعرون بنوع من الإهانة والخذلان والخيانة. فكان إحساسهم بنوع من التنقيص من قيمة المغرب ومن قيمة المغربي والمغربية و بالسماح لبلد آخر برمي نفاياته   الصناعية والتخلص منها بكل ما تحمله تلك النفايات من مواد كيميائية مضرة بالبيئة وبالصحة.  وبكل ما يحمله التلوث والعفن والأوساخ والقذارة والنتانة من دلالة رمزية ويرميها بعيدا عن مواطنيه وعن بيئته، في بلد يستقبلها  لايمكنه إلا أن يكون في وضع دوني يجعله  راضيا  وخانعا وغير مبال بما قد يترتب عن الوضع من أضرار.

موقف كل المغاربة المندد باستقبال نفايات أوروبا لا يمكن إلا أن يكون مثار إعجاب وتنويه وتقدير لروحهم الوطنية العالية ولغيرتهم على بلدهم وبيئتهم ولبعد نظرهم ووعيهم بقيمة البيئة وحرصهم على حمايتها من كل الأخطار المحدقة بها.

 لكن وبالمقابل نرى للأسف الشديد في أزقة وشوارع مدننا وفي قرانا ومداشرنا مظاهر لأكوام مختلف أنواع النفايات وفي سواحلنا وأنهارنا وبحيراتنا ومنابع مياهنا وغاباتنا مظاهر للتلوث والعبث والإضرار المتعمد منه والعفوي  بالمقدرات الوطنية للبيئة  الطبيعية، تتنافى مع تلك الروح الإيجابية المعبر عنها وتنم وبشكل متناقض عن ضعف الحس البيئي وعن اللامبالاة.

 فلم لا نترجم رفضنا القاطع لاستقبال بلادنا لنفايات بلدان أخرى إلى تعبئة كل طاقاتنا لحماية البيئة من حولنا انطلاقا من محيط السكن والعمل ومكان النزهة وموقع الاستجمام؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *