أشرف السيد عادل حاميدي رئيس المحكمة و السيد رشيد دوهابي النائب الاول لوكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالصويرة على إعطاء انطلاقة أولى جلسات المحاكمة عن بعد .

 ان نظام المحاكمة عن بعد، الذي يستخدم تكنولوجيا التواصل مع المؤسسات السجنية من جهة والقضاة والمحامين في المحاكم من جهة ثانية، في إطار الإجراءات الاحترازية وتعزيز الأمن الصحي لنزلاء المؤسسات السجنية وكافة مكونات أسرة العدالة، التي فرضتها حالة الطوارئ الصحية بالمملكة الناجمة عن جائحة فيروس كورونا المستجد. وتهدف هذه العملية، التي تعتمد أيضا في المحكمة الابتدائية بالصويرة ، إلى ضمان استمرارية العمل داخل المحاكم، وفرض احترام القانون في ظل هذه الظروف التي تجتازها المملكة.وتجري هذه الجلسات في احترام تام للتدابير الصحية الموصى بها للتصدي لانتشار فيروس كورونا المستجد، مع أخذ جميع الاحتياطات المتعلقة باحترام مسافة الأمان وارتداء الكمامات الواقية.

 

وفي هذا الصدد، أشار في  تصريح خاص لجريدتنا ،السيد وكيل الملك سعيد موفنين إلى ان ما جُسِّد اليوم على ارض الواقع بتفعيل آلية المحاكمة عن بعد في قضايا المعتقلين هو تكريس و تجسيد لتعليمات وتوجيهات السيد الرئيس المنتدب للسلطة القضائية والسيد رئيس النيابة والوكيل العام للملك لدى محكمة النقض التي اشرف على تنفيذها كل من السيدين الرئيس الأول والوكيل العام للملك لى محكمة الاستئناف بآسفي بتنسيق متواصل مع السيد المدير الفرعي ومدير السجن المحلي بالصويرة وكافة المتداخلين من محامين وموظفين، والتي تدخل في إطار التدابير الاحترازيةللحد من انتشار وباء كورونا المستجد، بما يكفل حق المعتقلين في محاكمة عادلة تجسدت فيها كافة الضمانات المنصوص عليها قانونا. مستطردا في حديثه ان هذه الطفرة النوعية هي خطوة متقدمةفي أصول المحاكمات الجنائية الحديثة لما فيها من ترشيد للنفقات في نقل السجناء وتوفير للجهد والبدل والأمن والسلامة ، فضلا عن كون هذه الخطوة تروم إلى إرساء أسس ومقومات المحكمة الرقمية التي انخرط فيها الجسم القضائي بنجاح.

 

إن هذه الجلسات في عموم المملكة  لقيت ترحيبا من طرف نقابات هيئة المحامين بالمغرب، و تأتي في إطار المحافظة على الصحة والسلامة الخاصة بالسجين لكي لا يكون عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد عند نقله إلى المحكمة. أن هذه التقنية تعتمد حاليا في القضايا الزجرية الخاصة بالمعتقلين، في حين تنحصر الملفات المدنية في القضايا الاستعجالية سواء بالنسبة للمحاكم الابتدائية ، وكذا القضايا الاستعجالية التي لا تحتمل التأخير.

و أن أهمية هذه التقنية تكمن في المحافظة على صحة وسلامة المعتقلين المتواجدين بالسجن، كما أن جلسات المحاكمة عن بعد تضمن حقوق المعتقلين المنصوص عليها في القانون.وأن اعتماد هذه التقنية أملته الحاجة والاجتهاد والظروف التي يمر منها العالم برمته، والمغرب على الخصوص، نتيجة تفشي وباء كورونا المستجد وظهوره في بعض سجون المملكة.و أن هذه التقنية تضمن حماية المتهمين وجميع المتعاملين مع قطاع العدالة، من قضاة ومحامين، وهيئة كتابة الضبط، مضيفا أنه يتم من خلال هذه التقنية اعتماد الحضور الالكتروني للمتهم بدلا من الحضور الفعلي أمام هيئة المحكمة، وتوفير جميع ضمانات المحاكمة العادلة التي يتمتع بها المتهم في المحاكمة العادية.

يذكر أن نظام المحاكمة عن بعد، المطبق على الصعيد الوطني، يروم إرساء مقومات المحكمة الرقمية، بما يضمن تقوية البنية التحتية التكنولوجية للإدارة القضائية، وتوفير الأنظمة المعلوماتية الآمنة والبرامج المتعلقة بإدارة القضايا والمساطر لتأهيل آجال التنفيذ.